













الولايات المتحدة

صحيحٌ كلّ الصحّة قول أمين عام مجلس التعاون لدول الخليج العربية، جاسم محمد البديوي، إن الاعتداء "الآثم والغادر" الذي ارتكبتْه إسرائيل لم يكن على دولة قطر وحدَها، بل مسّ كل دول المجلس، فأمنُ الخليج "كلٌّ لا يتجزّأ".

يحقُّ لفلاديمير بوتين أن يحتفل. عامله دونالد ترامب باحترام شديد. لولا حصافته لتوهّم أنَّ الاتحاد السوفياتي لا يزال حيّاً، وأنَّ صفته الفعلية هي الأمين العام للحزب الشيوعي. لم يكتفِ ترامب بالاعتراف مرات عدة بأهمية روسيا دولةً كبرى.

لم تعد المجاهرة بالدعوة إلى تطبيع العلاقات مع إسرائيل تتطلّب جرأةً، أما نبرة التحدّي الزائفة المطلّة من غياب الحرج فتُفشي سوءَ توقيتٍ في ظروف التغوّل الإسرائيلي الأميركي في الإقليم الذي يُغني المستقوي به عن الجرأة والشجاعة غير الأدبية.

تعود الساحة اليمنية إلى واجهة الصراع الإقليمي مجدّداً، وهذه المرّة من حيث خفض التصعيد، إذ شكل اتفاق الهدنة بين الإدارة الأميركية وجماعة الحوثي القاضي بوقف الأعمال العدائية المتبادلة تحوّلاً في نهجهما التصعيدي، إلا أن اتفاق الهدنة فرضته حسابات الطرفين وتشابكات مصالح الشركاء والحلفاء في هذه المرحلة،

في عقيدة القوة الأميركية، يصبح الإرهاب، على اختلاف تعييناته، أداةً بديلة عن الدبلوماسية، وأداةً لفرض استحقاقات الهيمنة وتثبيت معادلة الردع، وإن عكس اضطرابات القوة وعنفها المنفلت، وهو ما يتجلّى في حربها الدائرة في اليمن، إذ لا خطوط حمراء هنا، لا اعتبارات لحقوق الإنسان ولا القانون الدولي، ولا تفاوض مع إيقاف القتل وغايات العقاب، مقابل استمرار نفي السياق المدني والإنساني لكلفة حربها المروّعة على اليمنيين.

يتحدَّث معلقون إيرانيون بارتياح على الشَّاشات عن آفاق المفاوضات الجارية مع الولايات المتحدة. بينهم من يلمح إلى أنَّ شهر العسل مع «الشيطان الأكبر» ممكن ووارد إذا صدقت نياته. يلفتون إلى ما يعتبرونه حاجة متبادلة. حاجة إيران إلى اتفاق يُخرجها من دائرة العقوبات والاتهامات، وحاجة الإدارة الأميركية إلى إنجاز بحجم اتفاق مع إيران في ملفها النووي. يقولون إنَّ لدى واشنطن ما تقدمه لطهران، وإنَّ العكسَ صحيحٌ أيضاً. ويشيرون إلى أنَّ العالم يعيش اليوم بلغة المصالح لا بلغة التعابير الحماسية التي تسود في مواسم التوتر.